الخميس، 31 ديسمبر 2009

نص

كزجاج جسدك

إبراهيم حسو


1

لنتداخل في البعض
نصبح مثل قبعة شرطي
لنتنافس من اجل وردة
من اجل نهر خرب
2
ما أن تحطم وجهي على وجهك
حتى اندلعت حروب كثيرة
في كل شوارع جسدينا .
3
وجهك محطم أيضًا
كما المضي عاريًا بين الزجاج المُكسر
وجهك خرب
كما أوقاتي الذي يديرها غيري دون أن أحس
وجهك على وجهي
كما يتطابق العالم في كتاب حب .
4
تستطيعين أن تقولي كل ما في حنجرتك
و تصرخين بكل ما في فمي
ألا تعرفين انك فمي
منذ إن تحطم وجهينا على البعض
عندما جاء وقت الزجاج و انكسر على البلاط
و تقطع الكلام حرفاً تلو حرف
و تمزق قرط من أقراطك دون أن تحسي
بعد أن شبت نار صغيرة , صغيرة جدا بحنجرتينا .
5
جدارٌ بحجم جسد
و جسٌد بحجم صورة فوتوغرافية
الأشياء تتطابق مع نفسها من جديد
و الجسد الذي يشبه الجدار
انزلق فجأة في الجدار .
6
تفاحةٌ بيضاء
تملأ عيني
قميص مكوّي نادر في الخزانة
قرآن صغير كذلك يملئ القلب و يفرغه
كل الأشياء بدت متوهجة هذه الليلة
وأنا أفتش عن تفاحة صدرك في خزانة الأغراض التالفة .
5
سأملئ رأسك برأسي
كما سنعلق معاً علماً أبيضاً
على شاطئ أبيض لا يرى بالعين المجردة .
6
أنت تفضلين القصيدة على الخبز
و أنا أفضل الدم على القصيدة
كلانا مخطئان و سعيدان بهذا الخطأ .
7
عندما غرقت
تركت لك أصابعي
و هي تتشبث بصورة لك
و أنت عارية و غرقة .
8
ستبقى آثار يدي ماثلة على يدك
سنفترق كالشاطئ ذاك
لأسّمع الأصداف صوتي
بأن تنغلق كل مساء
لحين أموت .
9
حزين كالزجاج
حين يرتطم بالدم المبعثر
مضطرب كاللون الأحمر
كالحياة العبثية المارقة
حزين كحبات الليل في سماء لا تضئ و لا تثير نجوماً فيّ .
10
يقولون عنك
ضعيفة و هزيلة كقصيدة عن الحب و الجنون
يقولون انك سريعة الغضب و هادئة كقصيدة عن البحر .
و أنا أتفرج على جنونك و هدوئك
يثور فيّ شوق ما إلى تقليد ضعفك دون ندم .
11
لا استطيع أن انظر إلى حركة شفتيك
و هي تحاول أن تغرق في اسمي .
12
و مع ذلك لن أنسى مصباح وجهك المتهدم
الذي أضاء شفتي في زاوية ما من قصيدة شعرية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق